Monday, March 9, 2009

مـاذا بعـد

في صباح يوم الثلاثاء توجهت أنا وبعض من صديقاتي الى الكلية المرتكز في وسط المدينة أي يجب علينا أن نستخدم القطار حتى نصل اليها، فهي بعض الشئ بعيدة... ركبنا القطار في الساعة 11 صباحاً لأن المساق الذي نأخذه يبدأ في الساعة الواحدة ظهرا. حتى أن ركبنا القطار ألا و بإمرأة ذات حذاء مكسو بالغبار، بنطالها ذو اللون الأسود الغابر وقمصيها الفضفاض قد لا تجد له ما تستطيع مدحه فكله مقطع حتى بشرتها فلونه كان فعلا داكن اللون كسواد الليل ولكنها ليست لامعة كالنجوم التي تمنح لسواد الليل بريقا وأمل... إمرأة ليست كهلا أو عجوز فهي صغيرة في السن ولديها القوة لتتكلم، لتعبر بأناملها الذابلة ،ولجسمها كان دورا في التعبير عن آلامها في الحياة...
تقول وهي صارخة أمام الركاب أريد أن أسد جوعي فهل من طعام لديكم، هل من مال أستطيع أن أذهب به الى منزلي وهو الشارع فلا بيت لها ولا أكل تنتفع به ولا حتى عمل تقوم به حتى تجني المال من عرقها... الكل كان صامتا حينها وأنا كنت منهم. لم أعلم هل كان خوفاً من شكلها، خوفا من أن نعطيها وهي بقوتها أم بخلا. بالفعل لم أعلم ماذا كان شعوري وشعور الركاب حينها...صديقتي شعرت بالحزن اتجاهها فأعطتها ما كان لديها من المال. في البداية قلت لها لا تعطيها النقود فقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن إعطاء المتسولين المال لأنهم قادرين على العمل وجني المال، حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ ـ رضى الله عنه ـ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ لأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ فَيَأْتِيَ بِحُزْمَةِ الْحَطَبِ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَبِيعَهَا فَيَكُفَّ اللَّهُ بِهَا وَجْهَهُ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ ‏"صحيح البخاري.
صمت حينها لأفكر هل أعطي هذه المسكينة أم لا.. اتخذت قراري بأن لا أعطيها المال وياليتني لم أتخذ هذا القرار لأنني لم أستطع أن أركز في أي شئ فكل تفكيري كان لماذا لم أعطها المال؟؟.
مما جعلني أفكر بهذا التفكير:
أولاً لأن صدقيتي أعطتها حين منعتها وأحسست بأنها فتاة ذو قلب ذهبي لا تحب أن ترى المتسولين وشجاعة في نفس الوقت لأن المرأة أرعبتني حينها ولم ترعبها.
ثانياً لأن المرأة أمسكت بيدي وقالت لي كلمة رائعة مما جعلني أشعر بأنني أنا الشبح ليست هي(فهي خارجياً اما أنا داخلياً)..
موقف أحزنني وعلمني أن أتخذ قراراتي بسرعة وبتمعن حتى لا أندم على اختياراتي ببطئ.

6 comments:

  1. ياإلهي كم هي طيبة ٌ صديقتك !!
    <-- واحد يبي يقهرك زياده ههههه

    طرح جميل وشيق .. تطرقة إلى مشكلة إجتماعية منتشره بكثره .. وذكرتي الحل عن طريق حديث الرسول صلى الله عليه وسلم

    دائماً ما تتملكنا المشاعر والأحاسيس عند رؤية مثل هذه المشاهد .. فنجد أنفسنا عند هذه المواقف لا إرادياً نضع أيدينا في جيوبنا ونخرج ما بها من مال ونمدها لهم .. في نظري هذا التصرف خاطئ .. صحيح أننا نريد المساعدة والإسلام حثنا على التساعد والتعاون ولكن ! .. لو استمرينا نمد المال للغير لظل في مكانه منتظراً اياه كل مره !

    أعتقد أن موقفك سليم فلقد أتبعتي كلام الرسول صلى الله عليه وسلم .. وايضاً اخذتك الشفقه على ما رأيتي .. فلم تمتنعي بخلاً وتحججاً بالسنة :)


    تحياتي لك وقلمك الذي ما ينفك من إبهاري .. لذى أود أن اسألك .. من وين شاريته ؟ :)

    هذا والله اعلم وقزاكم الله كل خير يا قماعه
    <<-- كاتب الرد في الأزهر ههههه

    ReplyDelete
  2. سلام عليكم اختي العزيزة مشاعر

    أعتقد حقيقة إن كانت نفسك تحدثك بالإعطاء، لم لم تتبعي النفس؟
    نتبع النفس في هواها ولا نتتبعها في مواقفها الإنسانية!

    وددت أن أعلم ما قالت لكي تلك السيدة لتظني أنك شبح وهي لا

    ============
    في الأخير أرى أن الصدقة تقاس بأنها لوجه الله فقط، ناهيك عن السعادة التي تشعرين بها .

    اسألي صديقتك هل أرق الموضوع نفسه مضجعها؟؟؟

    ReplyDelete
  3. MR.A،

    جميل ما كتبت لأنه كما قلت أننا نشعر بالشفقة على المحتاجين، لا إرادياً نرى أنفسنا نعطي لهم ما لدينا من نقود مما يجعلهم يمدون أيديهم مرة واثنان وربما الى الأبد. لأنهم وبكل سهولة يجنون عرق غيرهم بساعات أقل وبمجهود أيضاً قليل. شكرا جزيلاً لك على تعقيبك ^^

    ..........
    مشتـاق،

    لا أعلم لماذا لم أتبع هوى نفسي في هذا الموقف الإنساني.
    من الممكن أن يكون السبب هو التأخير في أخذ قراري، لأنني كنت في ترنح ما بين أن أعطي أم لا أعطيها المال.
    سعدت بمرورك ولتعقيبك الرائع ^^

    ReplyDelete
  4. مشاعر

    ماذا قالت لك المرأة ؟؟
    ================================

    فعل الخير بأي شكل من الأشكال إن كان بدون دافع إلا فقط الإنسانية .. تورث السعادة .. جربيها .. لن تتركيها <<<<<<<<<<< تسويق هههه

    ReplyDelete
  5. عموما لم يكن لها نصيب
    لكن أثار تساؤلي شيء هو
    حين قلت :
    فقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن إعطاء المتسولين المال لأنهم قادرين على العمل وجني المال،

    لم أسمع بهذا ؟
    ليتك أختي مشاعر تبينين لي الحديث الذي استدللتي منه
    كل الشكر أخية

    ReplyDelete
  6. شكراً لك نسيم السحر على التنبيه، فأنا لم أقصد النهي بمعنى النهي وإنما قصدت بأن المتسولين قادرين على العمل فلماذا يطلبون المال... وعند بحثي للأحاديث وجدت الكثير فشكراً لك مرةً أخرى فقد حذرتني من شئ يجب علي الإنتباه به في كل مرة.

    تمنياتي لك بالتوفيق ^^

    ReplyDelete