Wednesday, July 21, 2010

في جعبتي دواء

حـــالة طـــوارئ


قصدنا المستشفى في الساعة الحادية عشر ليلاً، لأن والدي لم يعد يحتمل الورم الذي أصاب إبهام قدمه من غير سابق إنذار. ذهبنا و استقبلتنا الممرضة حتى تشخص المرض بشكل سريع ليسهل على الطبيب العلاج في وقت قصير. المكان كان مزحوما بالمرضى من شتى الأعمار، أطفال، نساء ، رجال و أيضا لم يخلو من كبار السن الذي أبهروني بسعادتهم لمجرد رؤيتهم لذالك الكيس الذي يحتوي في جعبته على كمية كبيرة جداً من الأدوية، لا أعلم و لكن من الممكن أن السبب الرئيسي و الوحيد في جعلهم يشعرون بالسعادة هي أن العلاج بنظر المرضى يكمن في شراء كمية كبيرة من الأدوية، فكلما زادت الكمية، كلما أصبح البقاء للدواء و الفناء للداء.

في تلك الليلة تحديداً، أقبل رجل طويل القامة، قوي البنية، رث المظهر يشتكي بضيق في التنفس، فكل ثانية يمر هو فيها يصرخ بأعلى صوته ساعدوني فأنا لا أستطيع التنفس، سأموت، زودوني بأنبوبة الأكسجين، خذوني إلى الطبيب... أقبلت إحدى الممرضات و مدت له أنبوبة الأكسجين و بعد مرور بضع ساعات من استنشاق ذالك الرجل للاكسجين، أعاد الكره عندما قصد المستشفى مرة أخرى، حينها كان مهرولاً هارعاً يصرخ و يترجى من الممرضات ان يزودوه بالأكسجين في حين أن الممرضة قالت له إلزم مقعدك و لن نعطيك أنبوبة الأكسجين لعدم بقاءك في المستشفى... لأنه وعد إحدى الممرضات بأنه سوف يذهب سريعاً لأخذ جرعة من الدواء... في بداية الأمر كنت مندهشة لما فعلوه له لأنهم قسو عليه و لكن بعد إعادة المشهد تكراراً و مراراً في مخيلتي وجدت بان ما فعلوه كان صواباً لأن الرجل لم يعد يشكو من ضيق في التنفس فقد التزم الرجل مقعده بهدوء، لأنه وضع في الأمر الواقع و المحتوم عليه. في رأيي لن يشفى المريض بالدواء فقط و إنما بالدواء و التفكير الإيجابي الذي ما إن يرح به عقله الباطني إلا و نقش جسده، عقله و قلبه بجميع أنواع الراحة و العافية... فكرو معي لو لثانية هل أنتم مع أم ضد أن المريض سوف لن يشفى إذا لم نعالج عقله الباطني أولاً و من ثم نلبي احتياجاته بالدواء الازم؟...

"You Can Heal Your Life" written by Louise L. Hay

أنصح الجميع بقرائة هذا الكتاب لأن فيها الكثير من الواقع و المصداقية، فكل الأمراض التي تصيبنا ما هي إلا تراكمات نفسية سلبية التي تؤدي أحيانا إلى إنهاء أعمارنا في حين أننا مازلنا نستنشق الهواء.... الاعمار بيد الله و لكن الحياة الصحية نحن من يحددها. فمثلا عندما تقول في ذاتك أنك غبي أو أن شئ في غاية الخطورة سوف يصيبك اليوم أو أنك لست بناجح فكل ما تفعله من أمور يشعرك بالغباء. كل هذا سوف يعود عليك بالسلبية و سوف تُغمس في قالب الأفكار السلبية عديمة المذاق الموجهة تحديدا إلى ذاتك مما سيجعل الامور في غاية الخطورة... إظافة إلى ذلك بأن أغلب الامراض هي لم تأتي بنفسها إلينا و إنما نحن من أجبرناها على المجئ و العيش في داخلنا... أنا أتحدث عن واقع حقيقي خالٍ من الخيال و لكن أية حقيقة هذه التي سوف تدمرك أنت و غيرك من المستائين؟

عليك بثلاثة أطباء: الفرح و الراحة و الحمية و إياك و ثلاثة اعداء: التشاؤم و الوهم و القنوط..
من كتاب حتى تكون أسعد الناس للدكتور عائض بن عبد الله القرني



أرجو منكم ذكر المصدر عند النقل

6 comments:

  1. صحيح التفكير الإيجابي له أكبر الأثر على الصحة وعلى طريقة العيش عمومًا،
    والدراسات الحديثة أثبتت ذلك

    مبروك النيو لوك .. ماعرفتج كأنج مغيرة عنوان المدونة بعد؟ :)

    ReplyDelete
  2. عليك بثلاثة أطباء: الفرح و الراحة و الحمية و إياك و ثلاثة اعداء: التشاؤم و الوهم و القنوط.. ##

    اعجبتني جدا .. تدوينة رائعة فبالتأكيد التفكير الإيجابية له دور كبيرة في الحياة السعيدة (:

    ReplyDelete
  3. أهلا بك بوك مارك مجدداً،

    للأسف الدراسات أثبتت ذالك و لكن عقول الأغلب لم يثبت فيها هذا التفكير...

    الله يبارك فيكِ و شكراً على زيارتك ^^

    ReplyDelete
  4. رمضان كريم

    وكل عام وانتم بخير :)

    ReplyDelete
  5. صدقتي غاليتي..

    فالإنسان بيده أن يجعل من حزه فرحا , ومن همه فرجا..

    ثقي تماما أن السعادة تأتي من الداخل..أما الظروف الخارجية فهذه التي تؤثر بمقدار فرحنا و حزننا..

    نصيحة : الحياة أكبر من أن نعيش فيها لنحزن..كلنا سعيد من قلبه و لو كان سقيم..

    بوركتي و دمتي بخير

    ReplyDelete
  6. اللهم اشفي مرضانا ومرضى المسلمين
    تعم كم نحتاج الى تفكير ايجابي عملي

    ReplyDelete